الأربعاء، 4 أبريل 2012

محطة فضاء السنبلاوين

أهلاً يا منص، واحشنى يا راجل، عارف، و انا فى المدرسة كنت مخنوقة من البلد بردو بس مكنتش عاملة البلوج ده، فكنت مرة بكلم المدرس بتاعى و بقوله،
-يعنى يرضيك كدة أن بلادنا ما يبقاش فيها مفاعل نووى و إسرائيل فيها، مع أن عمر إسرائيل خمسين، ستين سنة و إحنا عمر بلادنا سبعتلاف سنة؟
فالراجل بص لى بخبث و قاللى:
-و مين قاللك أن إحنا معندناش مفاعل؟!
-بجد يا مستر؟
راح الراجل سكت و إبتسم نص إبتسامة، و هز راسه بطريقة معناها (مش كل حاجة بتتعرف بتتقال)

و مرت السنين و عرفت أن الراجل كان بيشتغلنى، و فهمت أننا فى مصر كل واحد فينا مؤمن بـ فرض الكفاية: بمعنى أن ما دام فى حد تانى بيشتغل فخلاص كدة الفرض سقط من عليه، و عايش فى الوهم أن ما دام الناس عايشة و البلد شغالة، يبقى أكيد، فى حد فى مكان بعييييييييد     بيشتغل فى مصر

كل واحد قاعد (زيى) قدام التلفزيون بيتفرج على المسلسل، و بيشرب كوباية الشاى، و مطمن، أن فى فـالبلد صناعة و ناس شغالة و أن بيجرى بناء محطة فضاء السنبلاوين، و ميعرفش أننا تحت إحتلال إقتصادى

ميعرفش أن المصانع الأساسية فى البلد بتشتغل بمكينات مش مصنعة فى مصر و لو باظت بيجيبو قطع غيارها من برة و لو باظت بتتبدل من برة
ميعرفش أن آبار البترول و مناجم الفوسفات و الحديد و الدهب، مملوكة للحكومة و هى بتأجرها لشركات أمريكية هى اللى بتنقب فيها، و أن حتى المناجم المصرية اللى بيشتغل فيها مصريين، الأجهزة اللى بيستخدموها للتنقيب مستوردة
ميعرفش أننا عايشيين بالمعونات و القروض الدولية (و بيع المواد التعدينية و القطن و السياحة)
ميعرفش أن لو بلاد برة قطعو علينا مية و نور (بمعنى فرض عقوبات دولية و يعملو حظر و يقفلو حنفية الإستيراد) مش هايبقى فى صناعة فى البلد غير الصناعات الصغيرة و الحرفية، اللى هى بتقفل واحدة ورا التانية عشان الحكومة مبتهتمش بيها

إحنا عندنا حاجة واحدة بس اللى شغالة الله ينور: التلفزيون


سلام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق